کد مطلب:90554 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:114

کلام له علیه السلام (004)-لمّا سئل عن القدر















فقال علیه السلام:

طَریقٌ مُظْلِمٌ فَلاَ تَسْلُكُوهُ، وَ بَحْرٌ عَمیقٌ فَلاَ تَلِجُوهُ، وَ سِرُّ اللَّهِ سُبْحَانَهُ[1] فَلاَ تَتَكَلَّفُوهُ.

أَلاَ إِنَّ الْقَدَرَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ، وَ سِتْرٌ مِنْ سِتْرِ اللَّهِ، وَ حِرْزٌ مِنْ حِرْزِ اللَّهِ، مَرْفُوعٌ فی حِجَابِ اللَّهِ،

مَطْوِیٌّ عَنْ خَلْقِ اللَّهِ، مَخْتُومٌ بِخَاتَمِ اللَّهِ، سَابِقٌ فی عِلْمِ اللَّهِ، وَضَعَ اللَّهُ عَنِ الْعِبَادِ عِلْمَهِ، وَ رَفَعَهُ فَوْقَ شَهَادَاتِهِمْ وَ مَبْلَغِ عُقُولِهِمْ، لأَنَّهُمْ لاَ یَنَالُونَهُ بِحَقیقَةِ الرَّبَّانِیَّةِ، وَ لاَ بِقُدْرَةِ الصَّمَدَانِیَّةِ، وَ لاَ بِعَظَمَةِ النُّورَانِیَّةِ، وَ لاَ بِعِزَّةِ الْوَحْدَانِیَّةِ، لأَنَّهُ بَحْرٌ زَاخِرٌ مَوَّاجٌ خَالِصٌ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، عُمْقُهُ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الأَرْضِ، عَرْضُهُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ، أَسْوَدُ كَاللَّیْلِ الدَّامِسِ، كَثیرُ الْحَیَّاتِ وَ الْحیتَانِ، یَعْلُو مَرَّةً وَ یَسْفُلُ أُخْری، فی قَعْرِهِ شَمْسٌ تُضی ءُ، لاَ یَنْبَغی أَنْ یَطَّلِعَ إِلَیْهَا إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْفَرْدُ. فَمَنْ تَطَلَّعَ إِلَیْهَا فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فی حُكْمِهِ، وَ نَازَعَهُ فی سُلْطَانِهِ، وَ كَشَفَ عَنْ سِتْرِهِ وَ سِرِّهِ، وَ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصیرُ[2].

و قیل له: أنبئنا عن القدر.

فقال علیه السلام:

مَا یَفْتِحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَ مَا یُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ[3].

فقیل له: یا أمیر المؤمنین، إنما سألناك عن حدّ المشیئة التی نقوم بها و نقعد.

فقال علیه السلام:

مشیئَةٌ تَمْلِكُونَهَا مَعَ اللَّهِ، أَمْ دُونَ اللَّهِ؟.

فَإِنْ قُلْتُمْ: إِنَّكُمْ تَمْلِكُونَهَا مَعَ اللَّهِ فَقَدِ ادَّعَیْتُ [ مْ ] مَعَ اللَّهِ شِرْكاً فی مَشیئَتِهِ [ فَ ] قَتَلْتُكُمْ.

وَ إِنْ قُلْتُمْ: دُونَ اللَّهِ فَقَدِ اكْتَفَیْتُ [ مْ ] بِهَا عَنْ مَشیئَةِ اللَّهِ [ فَ ] قَتَلْتُكُمْ.

فقالوا: كیف نقول یا أمیر المؤمنین؟.

[صفحه 535]

فقال علیه السلام:

تَمْلِكُونَهَا بِاللَّهِ الَّذی یَمْلِكُهَا دُونَكُمْ، فَإِنْ أَمَدَّكُمْ بِهَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ عَطَائِهِ، وَ إِنْ سَلَبَهَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ بَلاَئِهِ. إِنَّمَا هُوَ الْمَالِكُ لِمَا مَلَّكَكُمْ، وَ الْقَادِرُ لِمَا عَلَیْهِ أَقْدَرَكُمْ.

أَمَا تَسْمَعُونَ مَا یَقُولُ الْعِبَادُ، وَ یَسْأَلُونَهُ الْحَوْلَ وَ الْقُوَّةَ، حَیْثُ یَقُولُونَ: لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ؟.

فسئل عن تفسیرها.

فقال علیه السلام:

لاَ حَوْلَ عَنْ مَعْصِیَةٍ إِلاَّ بِعِصْمَةِ اللَّهِ تَعَالی، وَ لاَ قُوَّةَ عَلی طَاعَتِهِ إِلاَّ بِعَوْنِهِ[4].


صفحه 535.








    1. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 473.
    2. الأنفال، 16.
    3. فاطر، 2.
    4. علی الخیر إلاّ بعون اللّه عزّ و جلّ. و وردت الفقرات فی الجعفریات ص 238. و التوحید ص 383. و دستور معالم الحكم ص 108. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی ) ج 3 ص 285. و مختصر البصائر ص 136 و 153. و كنز العمال ج 1 ص 346 و 349 عن تاریخ ابن عساكر، و عن الحلیة لأبی نعیم. و البحار ج 5 ص 97 و 123. و نهج البلاغة الثانی ص 110 باختلاف بین المصادر.